الثلاثاء Aug 26 2025 06:20
0 دقيقة
في خطوة تثير القلق بشأن مستقبل التجارة العالمية واستقرار أسواق الطاقة، كشفت إدارة ترامب عن خطط أولية لفرض تعريفات جمركية بنسبة 50% على المنتجات الهندية. يأتي هذا التهديد في وقت حساس، حيث يبدو أن الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع في أوكرانيا قد وصلت إلى طريق مسدود.
إشعار صادر عن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية يفصل هذه التعريفات الجمركية المقترحة، والتي ستطبق على السلع الهندية المستوردة اعتبارًا من 27 أغسطس 2025. هذا الإجراء، الذي يعزى إلى استمرار الهند في شراء النفط الروسي، يهدف إلى الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعودة إلى طاولة المفاوضات وإنهاء العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وصفت الحكومة الهندية هذه التعريفات الجمركية المحتملة بأنها "غير عادلة"، معربة عن أملها في إحراز تقدم دبلوماسي لتجنب الحاجة إلى تنفيذها. على الرغم من التهديد، أعطت الهند الأولوية للمحادثات مع روسيا، مما يشير إلى تصميمها على الحفاظ على علاقاتها، حتى في ظل الضغوط الخارجية.
تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدها ترامب مع قادة عالميين، بما في ذلك لقاء مع بوتين في ألاسكا وآخر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض. ومع ذلك، لم تنجح جهوده لتسهيل اجتماع مباشر بين بوتين وزيلينسكي حتى الآن.
يشير خبراء الطاقة إلى أن محاولة وقف واردات النفط الروسي إلى الهند قد يكون لها عواقب غير مقصودة. تستورد الهند حاليًا ما بين 1.5 مليون و 2 مليون برميل من النفط الخام الروسي يوميًا. إذا توقفت الهند فجأة عن هذه الواردات، فمن المرجح أن ترتفع أسعار النفط بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة والعالم.
يبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت إدارة ترامب مستعدة لتحمل العبء الاقتصادي المتمثل في ارتفاع أسعار النفط على المستهلكين الأمريكيين.
في حين أن تحويل بعض النفط الروسي إلى الصين قد يخفف الضغط على السوق العالمية، إلا أن قدرة الصين على استيعاب المزيد من النفط الروسي محدودة. بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، هدد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بفرض عقوبات شديدة. بعد ذلك، تم تقديم سقف لسعر النفط الروسي بمبادرة من مجموعة السبع، مما يسمح ببيعه بسعر 60 دولارًا للبرميل أو أقل. ويهدف هذا النهج إلى الحد من إيرادات النفط الروسية مع الحفاظ على تدفق النفط لتجنب ارتفاع الأسعار.
قد يكون الحل هو مزيج من التنازلات، مثل تخفيف الهند للتعريفات الجمركية على المنتجات الزراعية الأمريكية، والالتزام بتقليل واردات النفط الروسي، وزيادة شراء الطاقة من الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن التواصل الواضح والرسمي أمر بالغ الأهمية.
التحدي الأكبر هو أنه إذا تم فرض عقوبات صارمة على روسيا أو إيران (أو كليهما)، فستكون هناك فجوة في المعروض اليومي من النفط تزيد عن 6 ملايين برميل، وهو ما يتجاوز القدرة الإنتاجية الفائضة لأوبك+. سيؤدي ذلك حتماً إلى ارتفاع أسعار النفط إلى ما يزيد عن 100 دولار للبرميل، وهو مستوى قد يكون من الصعب على ترامب وأوروبا دعمه. يجب على القادة الغربيين أن يكونوا على استعداد لمواجهة العواقب الحقيقية لتشديد العقوبات إذا كانوا سيستخدمون الطاقة كأداة للسياسة الخارجية.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.