إدارة ترامب والاحتياطي الفيدرالي: صراع على السلطة يتصاعد

يبدو أن إدارة ترامب تستغل مشروع التجديد المكلف الذي يقوم به الاحتياطي الفيدرالي لمبنيين تاريخيين في ناشيونال مول، وذلك في محاولة للضغط على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لتقديم استقالته. يأتي هذا في ظل خلافات مستمرة بين ترامب وباول حول أسعار الفائدة، حيث يطالب ترامب مرارًا وتكرارًا بخفضها.

تدخل في قرارات التخطيط العمراني

في تطور مثير للقلق، قامت الإدارة الأمريكية بتعيين موالين لها في مناصب عليا في اللجنة الوطنية لتخطيط العاصمة (NCPC)، وهي الجهة المسؤولة عن الإشراف على تصميم المباني الفيدرالية. وألمح مسؤول كبير في البيت الأبيض إلى أن التعديلات التي يجريها الاحتياطي الفيدرالي على المباني قد تنتهك القوانين التي تحكم عمل اللجنة. هذا التدخل يثير تساؤلات حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي وقدرته على اتخاذ قراراته بمعزل عن الضغوط السياسية.

مراجعة داخلية لمشروع التجديد

في محاولة لتهدئة الأمور، طلب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من المفتش العام للمجلس، مايكل هورويتز، مراجعة تكاليف مشروع التجديد وأي جوانب أخرى يراها مناسبة. على الرغم من أن مكتب المفتش العام قد راجع المشروع بالفعل في السابق، إلا أن هذه المراجعة الجديدة تأتي في وقت يشهد فيه المشروع تدقيقًا مكثفًا.

اتهامات بالإسراف

وجه مسؤولون في البيت الأبيض وحلفاؤهم في الكونجرس اتهامات للاحتياطي الفيدرالي ببناء مجمع مفرط في الفخامة في مقره الرئيسي ومبنى تاريخي مجاور. ومع ذلك، يجادل الاحتياطي الفيدرالي بأنه ملتزم بالحفاظ على هذه المباني التاريخية مع ضمان بيئة عمل آمنة وحديثة لموظفيه.

سلطة الاحتياطي الفيدرالي في القرارات العقارية

يمنح قانون الاحتياطي الفيدرالي مجلس الاحتياطي الفيدرالي سلطة واسعة في قراراته المتعلقة بالعقارات، حيث يسمح له بـ "صيانة أو توسيع أو تعديل" أي مبنى استحوذ عليه أو بناه، و"السيطرة المطلقة" على هذه المباني والمساحات الموجودة بداخلها. هذا التفويض الواسع يعطي الاحتياطي الفيدرالي مرونة كبيرة في إدارة ممتلكاته، ولكنه أيضًا يجعله عرضة للانتقادات والتدقيق.

الاحتياطي الفيدرالي يدافع عن نفسه

في خطوة نادرة، أضاف الاحتياطي الفيدرالي صفحة أسئلة وأجوبة إلى موقعه على الإنترنت للدفاع عن مشروع تجديد مقره الرئيسي. وقدمت الصفحة معلومات أساسية مفصلة ورداً مباشراً على الاتهامات الموجهة من إدارة ترامب. وأكد الاحتياطي الفيدرالي أنه "غير ملزم عادة بتوجيهات اللجنة الوطنية لتخطيط العاصمة في مشاريعه الإنشائية"، وأنه لا يعتقد أن التغييرات التي تم إجراؤها على مشروعه تتطلب "مراجعة إضافية" لخططه التي تمت الموافقة عليها في عام 2021. كما نفى وجود مطاعم لكبار الشخصيات أو مصاعد لكبار الشخصيات أو نوافير مياه جديدة.

ارتفاع التكاليف: نظرة فاحصة

أوضح الاحتياطي الفيدرالي أن ارتفاع تكاليف المشروع يرجع إلى عدة عوامل، بما في ذلك: التغييرات في التصميم (نتيجة للمشاورات مع الهيئات التنظيمية)، والاختلافات في التكاليف (انحراف التقديرات الأصلية للمواد والمعدات والعمالة عن التكاليف الفعلية بمرور الوقت)، والظروف غير المتوقعة (اكتشاف مستويات أعلى من المتوقع من الأسبستوس، وتلوث التربة بالمواد السامة، ومستويات المياه الجوفية أعلى من المتوقع). هذه العوامل مجتمعة ساهمت في زيادة التكلفة الإجمالية للمشروع.

التأثيرات المحتملة على استقلالية البنك المركزي

يثير هذا الجدل تساؤلات حول استقلالية البنك المركزي. فهل ستسمح إدارة ترامب لهذه القضية بالتأثير على قرارات السياسة النقدية؟ هذا التطور يلقي بظلال من الشك على مستقبل العلاقات بين البيت الأبيض والاحتياطي الفيدرالي.

تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

آخر الأخبار

N/A

الاثنين, 25 آب 2025

Indices

ترامب: فتور بوتين تجاه زيلينسكي يعرقل قمة محتملة

N/A

الاثنين, 25 آب 2025

Indices

الولايات المتحدة تفكر في إضافة النحاس والبوتاس إلى قائمة المعادن الهامة: نظرة على التأثيرات المحتملة

N/A

الاثنين, 25 آب 2025

Indices

إسرائيل تعرض انسحابًا تدريجيًا من جنوب لبنان مقابل نزع سلاح حزب الله

N/A

الاثنين, 25 آب 2025

Indices

العملات المستقرة كمحرك جديد للطلب على سندات الخزانة الأمريكية في ظل ارتفاع الدين العام