سوريا تتجه نحو إصدار عملة جديدة بحذف الأصفار

في محاولة لإنعاش الثقة المتزعزعة في العملة الوطنية، كشفت مصادر إعلامية عن استعداد سوريا لإصدار نسخة جديدة من الليرة السورية، مع حذف صفرين من قيمة كل ورقة نقدية. تأتي هذه الخطوة في ظل تدهور اقتصادي حاد وانخفاض قياسي في قيمة الليرة السورية، حيث تجاوز سعر الصرف 10,000 ليرة مقابل الدولار الأمريكي الواحد، بعد أن كان 50 ليرة فقط قبل اندلاع الأزمة في عام 2011.

يهدف هذا الإجراء إلى تبسيط المعاملات التجارية وتسهيل نقل الأموال، بعد أن أصبحت المبالغ النقدية اللازمة لشراء السلع الأساسية تتطلب كميات كبيرة من الأوراق النقدية. على سبيل المثال، تتطلب مشتريات البقالة الأسبوعية استخدام ما لا يقل عن نصف كيلوغرام من فئة الـ 5000 ليرة سورية، وهي الفئة الأكبر المتداولة حاليًا.

التحضيرات جارية لإطلاق العملة الجديدة

وفقًا لتقارير إعلامية، أصدر البنك المركزي السوري توجيهات إلى البنوك التجارية للاستعداد لإطلاق العملة الجديدة بحلول 8 ديسمبر، وهو اليوم الذي يوافق الذكرى السنوية الأولى لتنحي الرئيس بشار الأسد، وفقًا لما ورد في النص الأصلي. وتشمل هذه الاستعدادات تقديم تقارير مفصلة عن البنية التحتية للبنوك، بما في ذلك عدد الكاميرات وآلات عد النقود وقدرات التخزين، بالإضافة إلى إجراء اختبارات لضمان قدرة الأنظمة الآلية على التعامل مع العملة الجديدة.

من المتوقع أن يتم تداول العملة القديمة والجديدة جنبًا إلى جنب لمدة 12 شهرًا، حتى 8 ديسمبر 2026. ويعكس هذا الإجراء حرص السلطات على ضمان انتقال سلس وتجنب أي ارتباك قد يواجهه المواطنون.

مخاوف وتحديات

على الرغم من الأهداف المعلنة لهذه الخطوة، إلا أنها تثير أيضًا بعض المخاوف والتحديات. يحذر بعض الخبراء الاقتصاديين من أن إعادة تقييم العملة قد تسبب ارتباكًا للمستهلكين، وخاصة كبار السن، كما أنها قد تتطلب تكاليف باهظة لتنفيذها على نطاق واسع. بالإضافة إلى ذلك، قد لا تحقق هذه الخطوة الأهداف المرجوة منها إذا لم يتم دعمها بإجراءات اقتصادية أخرى تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الاقتصادية.

طباعة العملة الجديدة في روسيا

تشير التقارير إلى أن الحكومة السورية قد اتفقت مع شركة Goznak الروسية المملوكة للدولة على طباعة العملة الجديدة. وكانت هذه الشركة قد طبعت العملة السورية في عهد الرئيس بشار الأسد.

هل هي خطوة ضرورية؟

يرى البعض أن استبدال العملة التي تحمل صورًا لبشار الأسد وحافظ الأسد يمثل تحولًا سياسيًا ضروريًا. ومع ذلك، يحذر آخرون من أن هذه الخطوة قد لا تكون كافية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي المنشود.

ختامًا، يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الخطوة ستنجح في تحقيق الأهداف المرجوة منها، أم أنها ستكون مجرد إجراء تجميلي لن يغير من الواقع الاقتصادي المرير الذي يعيشه الشعب السوري.


تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

آخر الأخبار

N/A

الجمعة, 22 آب 2025

Indices

نظرة عامة على السوق ورؤى استثمارية: أغسطس 2025

N/A

الجمعة, 22 آب 2025

Indices

ترامب يهدد بإقالة محافظ الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك وسط مزاعم احتيال

N/A

الجمعة, 22 آب 2025

Indices

وول ستريت تتفاعل مع إشارات باول إلى خفض محتمل لأسعار الفائدة في سبتمبر

N/A

الجمعة, 22 آب 2025

Indices

خيارات العملات الأجنبية تشير إلى ارتفاع التفاؤل بالدولار قبل خطاب باول