البنك المركزي الأوروبي يحافظ على أسعار الفائدة دون تغيير في ظل مؤشرات النمو الأولية

في اجتماعه الأخير، قرر البنك المركزي الأوروبي (ECB) للمرة الثالثة على التوالي الإبقاء على أسعار الفائدة القياسية دون تغيير عند مستوى 2%. جاء هذا القرار في ظل ظهور علامات أولية على النمو الاقتصادي في منطقة اليورو. يتماشى هذا القرار مع التوقعات الواسعة النطاق للاقتصاديين، بعد أن أشارت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، عدة مرات إلى أن السياسة النقدية في المنطقة “في وضع جيد”. وشهد اليورو انتعاشًا طفيفًا مقابل الدولار الأمريكي بعد صدور هذا القرار المتوقع على نطاق واسع. وفي سياق أوسع، ارتفع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 12% في عام 2025، مدفوعًا بضعف الدولار.

تقييم البنك المركزي الأوروبي للوضع الاقتصادي

أصدر البنك المركزي الأوروبي بيانًا جاء فيه: “على الرغم من البيئة العالمية المليئة بالتحديات، يستمر الاقتصاد في النمو”. وأضاف البيان أن سوق العمل “قوي”، والميزانيات العمومية للقطاع الخاص “صلبة”. وفي الوقت نفسه، وصف البنك آفاق التضخم بأنها “ثابتة إلى حد كبير”، حيث لا يزال معدل التضخم قريبًا من هدفه المتوسط الأجل البالغ 2%. ومع ذلك، لا تزال الآفاق غير مؤكدة بسبب استمرار النزاعات التجارية العالمية والتوترات الجيوسياسية.

تحليل الخبراء وتوقعات السوق

أشار ماثيو سافاري، كبير الاستراتيجيين في BCA Research، إلى أن “نهج البنك المركزي الأوروبي الحكيم يشير إلى ثقته في أن التضخم والنمو يسيران على طريق مستدام. لذلك، لن تقدم السياسة الأوروبية مفاجآت كبيرة، بل ستتماشى مع تسعير السوق. وهذا يعني أن تحركات اليورو والأسهم والسندات الأوروبية ستعتمد إلى حد كبير على تطورات السياسة والأسواق الأمريكية”.

وجهات نظر متباينة واحتمالات المستقبل

على الرغم من ذلك، لا يزال بعض صانعي السياسات يعتقدون أن مخاطر تباطؤ النمو والتضخم أكبر، مما يبرر تخفيف السياسة النقدية بشكل أكبر. كما أن المستثمرين الماليين لديهم نفس المخاوف، معتقدين أن هناك احتمالًا بنسبة 40% إلى 50% لخفض أسعار الفائدة مرة أخرى قبل صيف العام المقبل. لكن صقور السياسة النقدية يرون أن زيادة الإنفاق الألماني على الدفاع والبنية التحتية قد غيرت بشكل جذري الآفاق الاقتصادية، وأنها سترفع النمو والأسعار حتى لو لم يتخذ البنك المركزي الأوروبي مزيدًا من الإجراءات. كما أشارت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إلى أن مؤشرات توقعات التضخم على المدى الطويل تبلغ حوالي 2%، لكن آفاق التضخم أكثر غير مؤكدة من المعتاد، وأن زيادة الإنفاق الدفاعي قد ترفع التضخم على المدى المتوسط.

البيانات الاقتصادية الأخيرة

أظهرت بيانات يوروستات الصادرة يوم الخميس أن الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو نما بنسبة 0.2% في الربع الثالث، متجاوزًا توقعات السوق، بعد أن سجل الناتج الفرنسي أسرع وتيرة نمو منذ عام 2023. ومع ذلك، استمر الاقتصاد الألماني في النمو البطيء الذي استمر لسنوات. وفقًا لاستطلاع أجرته LSEG للمحللين، من المتوقع أن ينخفض معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو بشكل طفيف إلى 2.1% في هذا الشهر، بعد أن ارتفع إلى 2.2% في سبتمبر. وستنشر يوروستات بيانات التضخم الأولية لشهر أكتوبر يوم الجمعة.

توقعات البنك المركزي الأوروبي المستقبلية

سيصدر البنك المركزي الأوروبي توقعات اقتصادية جديدة في ديسمبر، وسيوسع فترة التوقعات حتى عام 2028، حيث ستتم مناقشة هذه القضايا بمزيد من التفصيل.

تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

آخر الأخبار