بنك اليابان المركزي يدرس رفع أسعار الفائدة وسط تحولات سياسية

وفقًا لمصادر مطلعة، يعتقد مسؤولو بنك اليابان المركزي أنه من المحتمل رفع سعر الفائدة القياسي مرة أخرى هذا العام، بغض النظر عن الاضطرابات السياسية الداخلية، نظرًا لأن الظروف الاقتصادية تتطور كما هو متوقع. وتشير المصادر إلى أن الاتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة واليابان أزالت مصدرًا رئيسيًا لعدم اليقين، لكن من المرجح أن يحافظ بنك اليابان المركزي على سعر الفائدة عند 0.5٪ في اجتماع تحديد السياسة النقدية التالي في 19 سبتمبر، حيث لا يزال المسؤولون يقيمون التأثير الاقتصادي للتعريفات الأمريكية محليًا ودوليًا. ومن المقرر أن يعقد بنك اليابان المركزي اجتماعات أخرى بشأن السياسة النقدية في أكتوبر وديسمبر من هذا العام. وقد أدى الإعلان عن هذه الأخبار إلى تسارع انخفاض الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، مما أدى إلى توسيع الخسائر خلال اليوم إلى 0.6٪.

الغموض السياسي وتأثيره المحتمل

إن قرار رئيس الوزراء الياباني شغيرو إيشيبا بالاستقالة في وقت سابق من هذا الأسبوع قد ألقى بظلال من الشك على مستقبل السياسة اليابانية والسياسات الحكومية، مما قد يمنح بنك اليابان المركزي سببًا إضافيًا لإبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة في المرة القادمة، خاصة إذا كان الزعيم التالي يخشى من ارتفاع تكاليف الاقتراض بسرعة كبيرة. يحذر بعض الاقتصاديين من أن التحركات التي تهدف إلى تعزيز الدعم الشعبي قد تعطل الانضباط المالي للائتلاف الحاكم. وصرحت ثلاثة مصادر مطلعة على تفكير بنك اليابان المركزي بأن حالة عدم اليقين السياسي الأوسع لن تعرقل خطط بنك اليابان المركزي لمواصلة رفع أسعار الفائدة تدريجيًا، ولكنها قد تؤثر على توقيت الزيادة التالية. وقال أحد المصادر: "لا يحتاج بنك اليابان المركزي إلى رفع أسعار الفائدة في وقت مضطرب". "إنه ليس في عجلة من أمره ويمكنه أن يقرر بحرية متى يرفع أسعار الفائدة، طالما أنه يرفعها مرة أخرى بحلول بداية العام المقبل". ويعتقد المسؤولون أن البنك المركزي يحرز تقدمًا نحو رفع أسعار الفائدة مرة أخرى بعد رفعها في يناير. وذكرت بعض المصادر المطلعة أن بعض المسؤولين يعتقدون أن رفع سعر الفائدة في أقرب وقت ممكن في أكتوبر قد يكون مناسبًا.

البيانات الاقتصادية تدعم رفع أسعار الفائدة

أكد تقرير الناتج المحلي الإجمالي المعدل في اليابان هذا الأسبوع أن الاقتصاد يواصل النمو بشكل معتدل. وفي هذا السياق، سجلت أرباح الشركات الإجمالية في الربع الأخير مستويات قياسية، وظل سوق العمل ضيقا، مما يشكل ضغوطا تصاعدية على الأجور في جميع أنحاء القطاع الصناعي. وفي يوليو، تحولت الأجور الحقيقية إلى النمو الإيجابي لأول مرة منذ سبعة أشهر، وحتى الحد الأدنى للأجور من المتوقع أن يسجل أكبر زيادة له على الإطلاق هذا العام.

مراقبة البيانات الاقتصادية

وقالت مصادر مطلعة إن مراجعة البيانات والمعلومات الاقتصادية في الأشهر المقبلة ستكون حاسمة، خاصة بعد الاتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة واليابان، حيث قد يتمكن البنك المركزي في ذلك الوقت من تحديد ما إذا كانت الظروف الاقتصادية مناسبة لرفع أسعار الفائدة. وتتعارض هذه الآراء إلى حد ما مع تصورات السوق المتغيرة. وبعد انتشار خبر استقالة شيجيرو إيشيبا، أظهرت أسعار سوق المبادلة الليلية يوم الثلاثاء أن احتمالات رفع بنك اليابان المركزي لأسعار الفائدة قبل نهاية العام تبلغ حوالي 50٪، بانخفاض عن حوالي 70٪ في بداية الشهر.

مستقبل السياسة اليابانية مهم

يقال إن المرشحة الأوفر حظًا لتولي منصب رئيس الوزراء القادم للبلاد، سانا تاكايتشي، ستشارك في انتخابات زعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي في أكتوبر، وهي مؤيدة قوية لسياسات التحفيز المالي والنقدي على طريقة "أبينوميكس" التي طرحها رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي. وكانت قد صرحت في سبتمبر من العام الماضي بأن رفع أسعار الفائدة في ذلك الوقت كان "عبثيًا". ومع تسعير السوق لاحتمال فوزها، ومع احتمال زيادة الإنفاق المالي بغض النظر عمن يفوز، ارتفعت أسهم الشركات اليابانية هذا الأسبوع، وظلت عائدات السندات طويلة الأجل بالقرب من مستويات قياسية. مرشح آخر هو شينجيرو كويزومي، الذي يدعو إلى تخفيف القيود التنظيمية، لكن آراءه بشأن السياسة النقدية غير معروفة إلى حد كبير.

تأثير السياسات الحكومية الجديدة

وقالت مصادر مطلعة إن مسؤولي بنك اليابان المركزي سيراقبون الإشارات المرسلة من الحكومة الجديدة، وخاصة الالتزامات المحتملة بالإجراءات الاقتصادية وكيف يمكن أن تؤثر هذه الخطوات على النمو الاقتصادي والتضخم والأسواق المالية. وقالوا إن الضغوط التضخمية قد ترتفع، اعتمادًا على مقدار الإنفاق الجديد، مما قد يؤثر على توقيت الزيادة التالية في أسعار الفائدة. ويقول المحللون إنه حتى في حالة فوز تاكايتشي، فقد تحتاج إلى استخدام التضخم المتزايد للتخفيف من الدعوات إلى أسعار فائدة منخفضة للغاية، بدلاً من خطر الانكماش، الذي أصبح الآن مشكلة أكبر يواجهها الجمهور. وقال ريوتارو كونو، كبير الاقتصاديين اليابانيين في بنك باريس الوطني: "لقد انخفض الدعم داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي للمشرعين الذين يدافعون عن إعادة تضخم الاقتصاد. لذلك، تحتاج تاكايتشي إلى كبح دعواتها إلى حد ما لسياسات إعادة تضخم الاقتصاد من أجل الحصول على دعم واسع النطاق داخل الحزب."

مراقبة الاقتصاد الأمريكي

وقالت مصادر مطلعة إن بنك اليابان المركزي يراقب أيضًا عن كثب اتجاه الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك ما إذا كان سيحقق هبوطًا سلسًا بعد أن أثارت بيانات التوظيف الأخيرة مخاوف متزايدة. في الأسبوع الماضي، فسر المتداولون خطاب نائب الرئيس ريوزو هيمينو على أنه متساهل. وقالت بعض المصادر المطلعة إن بعض المسؤولين فسروا موقفه السياسي في الخطاب على أنه محايد.

تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

آخر الأخبار

N/A

الثلاثاء, 9 أَيْلُول 2025

Indices

مراجعة بيانات التوظيف الأمريكية: توقعات وتداعيات سياسية واقتصادية

N/A

الثلاثاء, 9 أَيْلُول 2025

Indices

اليورو مقابل الدولار يقترب من مستوى 1.20 وسط تباعد بين الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي

N/A

الثلاثاء, 9 أَيْلُول 2025

Indices

خيارات ماكرون المحتملة لرئيس الوزراء: تحليل معمق وتوقعات

N/A

الثلاثاء, 9 أَيْلُول 2025

Indices

بنك اليابان المركزي يدرس رفع أسعار الفائدة وسط تحولات سياسية